الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة نـــزار الشعري: أرفــض «تشليك» الضيوف بحثا عن نسب المشاهدة

نشر في  04 ماي 2016  (11:21)

دخل نزار الشعري غمار مجال الاعلام وعمره لم يتجاوز الـ16 سنة، حيث اشتغل قرابة العشر سنوات باذاعة صفاقس، وانتقل منها وبعد تجربة في تقديم مختلف البرامج والمواضيع، الى اذاعة موزاييك، حيث كان من أوائل منشطيها، ورغم أن تجربته معها لم تتواصل لأكثر من سنة فانه قدم خلالها أنجح البرامج منها «على كل لسان» وبالتوازي مع تجربته في موزاييك حوّل بوصلته نحو قناة 21 آنذاك حيث قدم «ديما 21»، وفي جويلية 2004 التحق بفريق «نسمة صباح» على قناة 7 وفي 2008 وبعد تجارب متعددة ابرزها تقديمه لابرز المهرجانات الثقافية، قدم برنامج «احنا هكّة» الذي استمر الى غاية اندلاع الثورة، وفي سنة 2013 شرع في تقديم برنامج «كلام الناس» على قناة الحوار التونسي قبل ان ينسحب منها وينتج برنامجه التلفزي الحالي « تونيفزيون لايف» والذي  بثّ على قناة حنبعل ثم «تلفزة تي في» وحاليا على قناة «فيرست تي في»، هذا دون نسيان تجربة بعثه مجلة  تونيفزيون  وموقع  تونيفزيون .نات...
حول كل هذه التجارب وأسرار أخرى كان هذا اللقاء مع الاعلامي نزار الشعري...

 لماذا مازلت تصّر على التمسكّ بفكرة برنامج «تونيفزيون لايف» وعدم خوض تجربة جديدة أو برنامج مغاير، خاصة بعد بثه في 3 قنوات تلفزية مختلفة؟
ببساطة، لأن برنامج « تونيفزيون لايف» هو أول برنامج تفاعلي تونسي، وهو مشروع كامل لتلفزيون المستقبل، وشخصيا شعرت من خلال هذا البرنامج أني وصلت الى مرحلة التجديد في المادة الاعلامية التي أقدمها من خلال التركيز والتعويل على وسائل الاتصال الحديثة وتفاعل الجمهور، ففي برنامج» تونيفزيون لايف» لا يكتفي المواطن بالمشاهدة بل بامكانه التفاعل وصنع المادة الاعلامية .. صحيح أن هذه الفكرة تحتاج مزيدا من الوقت لاستيعابها ونفسا طويلا، وأنا مستعد للمواصلة من اجل اثبات ونشر هذا المشروع .
هل من توضيح؟
 البرنامج يعتمد على تحويل التلفزة من شاشة أولى الى شاشة ثانية أي بامكان المشاهد متابعة البرنامج على جهاز التلفزة والتفاعل معه آنيا على الأنترنات، وهنا أشير الى أن البرنامج يبث في نفس التوقيت ومباشرة على قناة «فريست تي في» وراديو «كنوز اف ام» وموقع البرنامج على اليوتوب وموقع «دايلي موشن» والفايسبوك اضافة الى الموقع الرسمي لتونيفزيون.نات، مع العلم أن البرنامج يحقق كل ليلة ما بين 200 و250 ألف مشاهد على الفايسبوك وبقية المواقع .

الشعب الذكي هو من لا يشاهد التلفاز 


كيف تشركون المشاهد في صناعة المادة الاعلامية؟
جميعكم يعلم أن المشاهدة اليوم هي مشاهدة متقطعة، حيث من المستحيل ان يحافظ المشاهد على نفس القناة طيلة سهرة كاملة، لذلك نحن بصدد صناعة جمهور خاص بنا على الانترنات، فعلى سبيل المثال هناك فقرة اسمها «سلفي وتونيفزيون لايف خلفي»، وهي تمكن المشاهد من نقل صوره مباشرة في البرنامج واشراكه معنا، اضافة الى محاورة عدد من التونسيين في الخارج عبر السكايب، وتمكين المشاهد من تصوير فيديوهات وقصص قصد نشرها مباشرة خلال بث البرنامج، وبالتالي نحن نسعى الى ادخال المشاهد في الحصة وصناعة المادة الاعلامية قصد خلق علاقة قرب معه . اضافة الى كون البرنامج يهدف الى اشراك اكبر عدد من الطلبة من مختلف الولايات وتسليط الضوء على مشاغلهم ابداعاتهم وغيرها وهنا نحن نسعى الى لامركزية المادة الاعلامية، كما اريد القول ان برنامجنا ايجابي ويقدم مادة مختلفة على ما يمرّر على بقية القنوات من مشاكل وعرك ومعروك» .
لكن كل ما تقوله لم يجعل من البرنامج في الصف الأول لنسب المشاهدة ؟
هدفنا هو نجاح المشروع والخطط التي رسمناها سواء على المدى القريب أو البعيد، بعيدا عن عقلية نسب المشاهدة، كما أؤكد لكم أن وضعي الحالي ووجودي خارج الضغط الذي تسببه نسب المشاهدة يجعلني أكثر أريحية في تقديم مادة اعلامية جيّدة، ولعل الدليل على صحة كلامي هو اختياري بث البرنامج على قناة موجودة خارج سياق المنافسة، من جهة أخرى افيدكم اننا نحن من نصنع نسب المشاهدة بطريقتنا الخاصة سواء عبر الانترنات او بقية مواقع التواصل الاجتماعي ولسنا في حاجة لنكون تحت رحمة نسب المشاهدة والشركات الخاصة، أما للاهثين وراء صناعة «البوز» وتحقيق اعلى نسب مشاهدة فأقول لهم «كثّر من البوز يمساط» لأن هؤلاء جعلوا من أنفسهم رهينة لنسب المشاهدة ويبحثون على مادة تحقق لهم هدفهم مهما كان الهدف والمضمون وان تطلب الأمر «تشليك» الضيف وهذا الاستسهال يولّد في النهاية مادة اعلامية لا تحترم المشاهد، وهو ما جعلني اختار الطريق الأصعب ..
ماهو جديد برنامج « تونيفزيون لايف» ؟
نحن نعد حاليا لانشاء تطبيق جديد خاص بالبرنامج على الهواتف الجوالة وذلك من أجل تحقيق مزيد من تفاعل المشاهد لكني لا استطيع شرح الفكرة أكثر لأن معظم الأفكار الخاصة بنا تمت سرقتها ..
الا ترى ان البرنامج عرف أكثر لدى الجمهور الواسع اثناء بثه على قناة حنبعل اكثر من الفترة التي بث فيها على قناة «تلفزة تي في» او حاليا عبر فيرست تي في»؟
فترة البث على قناة «تلفزة تي في» لم يدم طويلا نظرا لاحتجاب القناة، ثم قررت بعد التفاوض مع 3 قنوات خاصة التوجه نحو فيرست تي في، أما بخصوص قناة حنبعل، فالبرنامج قدّم هو الآخر الاضافة الى القناة حيث انتقلت نسب المشاهدة من 1،6 الى 11،3 بالمائة لكن الصعوبات المالية التي مرت بها القناة هي السبب الرئيسي وراء انسحابنا ..
وهنا أعلمكم بصفة حصرية أن البرنامج سيعود مجددا الى قناة حنبعل خلال شهر رمضان القادم .

 

رفضت لسه فاكر والفهري فشل في تقديمه


في ظل ما تحدثت عنه من جهود، هل تعتبر نفسك غير محظوظ اعلاميا؟
بالعكس، أنا الأكثر حظا في صفوف الاعلاميين، فطيلة تجربة عمرها اليوم 24 سنة تمكنت من تقديم برامج مختلفة ومتنوعة سواء في مختلف القنوات التلفزية او الاذاعية، واليوم انتج برنامجي بعيدا عن ضغط ادارة القناة وهذا اعتبره انجازا في مسيرتي .
بلغنا انك كنت ستقدم برنامج «لسه فاكر» عوضا عن سامي الفهري، لكن ادارة القناة لم تقتنع بطريقة تنشيطك؟
هذا غير صحيح بالمرّة، ولعلمكم كنت سأقدم برنامج «لسه فاكر» قبل الثورة على قناة تونس 7 مع شركة «كاكتوس برود» وذلك بعد النجاح الذي حققه برنامج «احنا هكة» سنة 2010، لكن ونظرا للظروف التي مرت بها البلاد لم يبث البرنامج، اضافة الى أنه تم حجز الديكور بالديوانة التونسية ولم يقع الافراج عنه إلاّ سنة 2013، وفي تلك الفترة كنت بصدد تقديم برنامج «كلام الناس» لكن سامي الفهري سحب مني البرنامج واقترح تقديمي لبرنامج» لسه فاكر» ونظرا لأني لم اكن مقتنعا به وكنت أحبذ مواصلة المشوار مع «كلام الناس» خيّرت الانسحاب .
مع العلم ان سامي الفهري اقترح البرنامج على قرابة 3 اعلاميين لكنهم رفضوا مما اجبره على تقديمه بمفرده، ورغم امكانات الفهري في التنشيط فان البرنامج لم يقدم ايّ نتائج تذكر ولم يحقق أي نجاح .
ظهرت مغنيا في «تونيفزيون لايف»، فهل تنوي فعلا المواصلة في هذا المجال؟
انتظروني في أغنية تحمل عنوان « يدور يدور ويرجعلي» التي سيقع بثها الأسبوع القادم والتي ستخلق ضجة على صفحات التواصل الاجتماعي .
ماذا كسبت وماذا خسرت من الاعلام؟
كسبت كل شيء، وشخصيا لو لم أكن اعلاميا لكنت اعلاميا، فالاعلام بالنسبة لي ليس عملا ووظيفة بل قصة عشق وغرام، أما عن الخسارة فلم أخسر شيئا .
ماهي البرامج التي تشد انتباهك؟
أنا لا أشاهد التلفزة، وارى ان مشاهدة التلفاز مضيعة للوقت، فالشعب الذكي لا يشاهد التلفاز بل يقرأ الكتب ..
من منافسك؟
لا يوجد منافس لأني خارج المنافسة ولا أحارب نسب المشاهدة ..
في اليوم العالمي لحرية الصحافة ماذا تقول؟
طالما ان الصحفي لا يجد ثمن قوته اليومي فلا يمكن ان نطلب ان يكون الاعلام حرّا، وبالتالي يجب تحسين وضعية الصحفي قبل الحديث عن وضعية الاعلام.

حاورته: سنــاء المــاجري